أرشيف المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 7 فبراير 2017

ما هو سوء التغذية الحاد؟


سوء التغذية الحاد سوء التغذية الحاد هو الشكل الأبرز لنقص التغذية. ويظهر على وجه الطفل وهيكله العظمي - ويتطلب معالجة عاجلة ليتمكن الطفل من البقاء. الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد يكونون ذوي وزن منخفض جدا ومصابين بالهزال العضلي الشديد، وقد يكون لديهم وذمة غذائية ينشأ عنها تورم القدمين والوجه والأطراف. يعيش حوالي ثلثي هؤلاء الأطفال في آسيا والثلث الأخير في أفريقيا. إن سوء التغذية الحاد هو السبب الرئيسي للوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة، والوقاية منه وعلاجه أمران مهمان لبقاء الطفل ونموه. في جميع أنحاء العالم، يتأثر ما يقدر بنحو 16 مليون طفل تحت سن الخامسة من سوء التغذية الحاد. هذا الرقم مذهل - والأهم من ذلك، أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد عرضة للوفاة بتسع مرات أكثر من الأطفال الذين يحصلون على غذاء جيد. وتكون هذه الوفيات نتيجة مباشرة لسوء التغذية في حد ذاتها، وكذلك نتيجة غير مباشرة لأمراض الطفولة مثل الإسهال والالتهاب الرئوي حيث أن الاطفال الذين يعانون من سوء التغذية هم أضعف من أن يبقوا على قيد الحياة. يمكن أن يزيد سوء التغذية الحاد بشكل كبير في حالات الطوارئ. ولكن على الرغم مما نراه في عناوين الصحف، فإن غالبية الحالات التي تحدث في البلدان النامية لا تتأثر بحالات الطوارئ. تعاني هذه المناطق من الفقر المزمن ونقص التعليم وسوء النظافة ومحدودية فرص الحصول على الغذاء والوجبات الغذائية السيئة. والنتيجة هي عوائق كبيرة أمام التنمية المستدامة في هذه الدول. كيف يتم منع ومعالجة سوء التغذية الحاد؟ إن القضاء على سوء التغذية الحاد هو التحدي الاجتماعي والسياسي المعقد. وتشمل الحلول الوقائية وطويلة الأجل تفكيك بنى القوى غير المتكافئة، وتحسين المساواة في الحصول على الخدمات الصحية والأطعمة المغذية، وتشجيع الرضاعة الطبيعية وممارسات تغذية الأطفال الصغار، وتحسين المياه والصرف الصحي، ووضع الخطط لنقص الغذاء وحالات الطوارئ. ولكن على المدى القريب، فإن الأطفال اللذين يعانون من سوء التغذية الحاد هم في حاجة ماسة للعلاج من أجل إنقاذ حياتهم. وحتى وقت قريب، كان هؤلاء الأطفال يعالجون في المستشفيات حيث تلقوا الحليب جنبا إلى جنب مع الرعاية الطبية؛ إلا أن الكثير منهم لم يحصل على ذلك على الإطلاق. فمع وجود الغذاء العلاجي الجاهز (الأغذية العلاجية)، فقد تغيرت الصورة بشكل كبير. الغذاء العلاجي الجاهز (الأغذية العلاجية) هي أغذية ذات طاقة عالية مكونة من عجينة من المغذيات الدقيقة تستخدم لعلاج الأطفال تحت سن الخامسة ممن يعانون سوء التغذية الحاد. وكما يوحي إسمها، الأغذية العلاجية لا تحتاج إلى طهي أو تحضير قبل الاستهلاك. وهذا يجعلها حلا عمليا للأماكن التي لا تتوافر فيها أدوات الطهي باستخدام الوقود. وهذه الأغذية العلاجية ذات صلاحية طويلة وآمنة للاستخدام حتى في حالة عدم وجود مياه الشرب النقية. لقد عمل استخدام الغذاء العلاجي الجاهز (الأغذية العلاجية) على تحويل سوء التغذية الحاد، لأنه يسمح لهؤلاء الأطفال بالعلاج دون مضاعفات طبية في منازلهم ومجتمعاتهم المحلية. ويُشار إلى هذا النهج باسم الإدارة المجتمعية لسوء التغذية الحاد. وبهذه الطريقة، يتم تدريب العاملين في مجال صحة المجتمعية على الكشف المبكر للتعرف على حالات سوء التغذية الحاد، وتوفير الأغذية العلاجية والرعاية الطبية الروتينية. وفي نفس الوقت، يتعلم أخصائيو الصحة كيفية التعرف على المضاعفات الطبية وإحالة هؤلاء الأطفال إلى المستشفيات والمراكز الصحية لتلقي المريض مزيدا من العلاج. كما يعاني العديد من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية من الالتهابات أيضا، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية، مما يجعل التفاعل مع العاملين في مجال الصحة أمرا هاما لتقديم فحص فيروس نقص المناعة البشرية والمشورة العلاجية. قوة النهج القائم على المجتمع هو أن الاكتشاف المبكر والعلاج المبكر يؤديان إلى معدلات أفضل من البقاء على قيد الحياة وعلاج عدد أكبر من الأطفال، فهو نهج يمكن المجتمعات، وأكثر بالاضافة الى انه نهج فعال وأقل كلفة. في عام 2007، أقرت الأمم المتحدة الإدارة المجتمعية لسوء التغذية الحاد، ومنذ ذلك الحين، ويجري حاليا التعامل مع الملايين من الأطفال وعلاج سوء التغذية الحاد على مستوى العالم بإستخدام هذا النهج. علاج سوء التغذية الحاد هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ حياة الطفل عندما تفشل الطرق والمنهجيات الأخرى. فهذا النهج ليس بديلا عن تعزيز المساواة في الحصول على الطعام المغذي والقضاء على الفقر ودعم عمليات التدخل في الوقت المناسب وهي أمور يمكن أن تكون وقائية ضد سوء التغذية قبل أن يبدأ. ما هي التحديات؟ في عام 2014، تم علاج أكثر من 3 ملايين طفل تحت سن الخامسة من سوء التغذية الحاد. وكان هذا الرقم قد تضاعف تقريبا في بضع سنوات فقط، ولكن لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به للوصول إلى ملايين الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة في جميع أنحاء العالم. هناك أيضا عمل يتعين القيام به في جعل الحكومات تدرك الروابط بين سوء التغذية الحاد (الهزال) وسوء التغذية المزمن (التقزم) وضرورة معالجة هذه القضايا في وقت واحد. يمكن أن يكون تقديم علاج سوء التغذية الحاد صعبا للغاية في المرافق الصحية والمجتمعات في بعض السياقات. تحتاج البلدان لسياسات داعمة وطنية وتدريب العاملين الصحيين تدريبا جيدا، والإمدادات الكافية والتمويل، والخطط التنفيذية المركزية للعلاج على جميع المستويات. ولتحقيق ذلك، يتعين على الحكومات أن تكون على قناعة تامة بالحاجة الى ذلك وفوائده. فالإمدادات العلاجية مثل الأغذية العلاجية غالبا ما تكون غير مندمجة تماما في نظم الرعاية الصحية والتوزيع الوطنية بسبب تكاليفها وحجمها النسبي. ويمكن أن تساعد على تحديد الخيارات الفعالة والمناسبة. وتتفاقم كل هذه التحديات في حالات الطوارئ. وربما يكون التصدي للمحددات الاجتماعية الكامنة وراء سوء التغذية الحاد هو التحدي الأكبر للجميع. كيف تستجيب اليونيسف؟ التوريد والتوصيل - اليونيسف هي أكبر منظمة في العالم "في توفير الإمدادات العلاجية، بما في ذلك الأغذية العلاجية. وتعمل المنظمة باستمرار على تحديد سبل جديدة لتعزيز إدارة سلسلة التوريد، وتحسين عملية معقدة لإيصال الإمدادات إلى المناطق النائية في الظروف الصعبة وحالات الطوارئ. كما تدعم اليونيسف الإنتاج المحلي من الأغذية العلاجية. بناء القدرات - تعزز اليونيسف قدرات الحكومات الوطنية والجهات الفاعلة المحلية لتوسيع نطاق متابعة العلاج من سوء التغذية الحاد في أكثر من 75 دولة مختلفة. ويشمل ذلك دعم الحكومات لإضفاء الطابع المؤسسي على برامج العلاج من خلال آليات التخطيط الوطنية وتغيير السياسات. القيادة والتوجيه الفني - تعمل اليونيسف مع الحكومات لوضع سياسات وطنية واستراتيجيات والبروتوكولات والبرامج التدريبية للعاملين في مجال الصحة، وتقدم الدعم الفني للجهات الوطنية في تنفيذها. وضع القواعد والمعايير - تجمع اليونيسف البيانات العالمية وتحصل على الدروس المستفادة لتحديث أساليب المعالجة والبروتوكولات، وتقديم التوجيه لتحسين التغطية ونوعية البرامج، ومن الأمثلة على ذلك إدارة دليل برنامج سوء التغذية الحاد الخاص باليونيسف والذي يقدم إرشادات بشأن تقييم البرنامج والتصميم والتخطيط والتنفيذ.

طفلي لا يريد أن يأكل ...ماذا أفعل؟


طفلي لا يريد أن يأكل ...ماذا أفعل؟ الحقيقة أنه لا يوجد طفل يموت من الجوع باختياره (إلا في حالات خاصة جداً منها القَمَه عند الرضيع) في النهاية الطفل يأكل على مدار ساعات اليوم كلّ ما هو بحاجة إليه. ما يجب تغييره هنا ليس هو موقف الطفل تجاه الأكل بل هو موقف الأم تجاه الأكل!!! قضية الأكل هامة لأنها تطرح على الأم أسئلة بينها: هل أنا أم جيدة؟ لو كنتُ أماً حقيقية لما جاع طفلي... لو مرض للطفل لأنه لا يأكل فأنا المذنبة.... أمي كانت تنجح في إطعامنا فلماذا لا أنجح أنا مع طفلي؟ أطفال أقاربنا كلّهم يأكلون أحسن من طفلي...لماذا؟ ليست القضية قضية امتحان تنجح فيه الأم أو ترسب ...بل قضية حاجة غذائية يومية .. تحضرني هنا قصة قرأتها منذ زمن: قصة طيار متدرب يقود لأول مرة الطائرة وحده ...في منتصف المسافة فوق المحيط تشعل كلّ أنوار أجهزة التحكم ...ويعلو صوت أجهزة الانذار... هنا، الطيار المسكين يتصبب عرقاً ويشحب وجهه ...لكنه ولحسن الحظ وقبل أن يفكر بالاستعانة بأحد يخطر في باله سؤال واحد "هل الطائرة ما تزال تطير ؟ " وعندما يجيب على السؤال بـ "نعم" ....يهدأ عندها ويقول "إذا فلا بدّ أنني أفعل شيئاً ما مفيداً" وعندها يسترخي . بهدوء... تبدأ الأنوار بالانطفاء الواحد تلو الآخر... وتطير الطائرة بشكل طبيعي تماماً. السؤال الذي يجب أن نطرحه في حالة الطفل "هل يكبر؟ هل ينمو؟ هل يزيد وزنه كما يجب؟ " وإن كان الجواب بنعم فكلّ شيء على ما يرام... طبعاً، طبيب الأطفال هو خير من يقدر على تقييم هذا الأمر. ما يهم هو أن يأكل الطفل أكلاً متوازناً خلال مساحة الـ 24 ساعة... يجب أن تفهم الأم معنى "نوع الغذاء" و "المجموعات الغذائية" و"توازن الوجبات" ...هذه معلومات يسهل الحصول عليها من طبيب الأطفال، من الكتب أو الانترنت .... بعد أن تتعلم هذا كلّه يسهل عليها تبديل نوعٍ غذائي لا يحبه الطفل بنوعٍ آخر من نفس المجموعة الغذائية. الطفل ليس مجالاً للمنافسة بين الأمهات في موضوع الوزن! الطفل البدين ليس صحيح البدن بالضرورة... الطفل البدين عنده مشاكله ..المهم أن يكون وزن الطفل ضمن حدود مخططات الوزن بالنسبة لعمره. أكثر الأمهات الآن هنّ أمهات عاملات خارج البيت وداخله ... ينجزنَ يومياً ما هو أكثر من قدرة الانسان العادي، فلا يجب أن يشعرن بالذنب لأن " أمهاتهن كنّ أفضل".. خصوصاً، وأن هموم تربية الأبناء تقع على عاتقهن في معظم الحالات، لأن أكثر الآباء يعملون صباحاً ومساءاً لتحصيل ضروريات الحياة فلا يرون الأبناء إلا لماماً. لا يجب أن تخاف الأم أن تعمل حسب قدرتها فقط... ويجب أن تتأكد أن "سوبر ماما" لا توجد إلا في الأفلام والقصص الخيالية... وأنها أحسن أم في العالم لهذا الطفل. المهم أن تقتنع الأم أنها أمٌ جيدة سواءاً أكل طفلها كلّ ما تقدمه له أم لم يفعل! ليست هناك أم أحسن بالنسبة للطفل من أمه نفسها... الطفل يحبّ هذه الأم بالذات ويتمنى رضاها، ولا يتطلع إلى إيجاد واحدة أفضل منها. إن ما يريده الطفل هو أمه التي تحبّه، وتعطيه حبّها هذا أثناء الرضاعة أو أثناء تناول الطعام بالملعقة... وليس الأم العصبية التي تريد إنهاء الوجبة بأي ثمن والتي لا تحسّ بأية بهجة من الوجود مع طفلها! إن الأم التي تقدم الحليب أو الحساء للطفل إنما تقدم له العالم بيدها، والطفل يتلقى ، مع الطعام، حبّها له كأغلى جواهر العالم. أرفق هنا بعض المبادئ النظرية عن موضوع الطعام إطعام الطفل هو أكثر من القيام بتلبية حاجة جسدية، فعلاقة الإطعام هي من أول محاور العلاقة بين الأم والطفل. الطفل الرضيع مجهز من الناحية الفيزيولوجية العصبية ،ومنذ الولادة، بمنعكسات متعددة أهمها هو منعكس المصّ. يرتبط المصّ بالبلع بحركات الأصابع ليشكلوا معاً وحدة حركيّة فعالة منذ اللحظة الأولى لحياة الطفل. يتمتع كلّ الرضّع بهذه المنعكسات لكنهم يختلفون عن بعضهم البعض في سلوكهم الطعامي... فيمكننا ،منذ الساعات الأولى، أن نميّز بين الرضيع النهم والرضيع ضعيف الشهية. حتى عندما نراقب تواتر المصّ نجد أن إيقاعه قد يكون سريعاً أو بطيئاً ، مع أو بدون فترات توقف.... مختلفاً بين رضيعٍ وآخر . تظهر بعض الدراسات (1) أن الرضع الذكور هم في الغالب من فئة "النهمين". لا ينحصر الاختلاف في منعكس المصّ بين رضيع وآخر فهناك سلوك الرضيع في انتظار الطعام... يبكي بقلق أو ينتظر بهدوء... يفتح عينيه أو يغلقهما في انتظار الوجبة. ليس إشباع الجوع هو الهدف الوحيد من المصّ فالرضيع قد يلجأ ، إن أنهى الوجبة بسرعة، إلى مصّ أصابعه، فكأن المصّ هو حاجة قائمة بذاتها. إن فعل "الإطعام" لايقتصر على إشباع الجوع بل هو أول نمط للعلاقات البشرية يعيشه الطفل. إضافةً إلى اشتراك مبدأ "إشباع الجوع" مع مبدأ "اللذة" عند الرضيع. (فرويد) نعرف أن "اللذة" لا تأتي عند الرضيع من "إشباع الجوع" و"المصّ" وحسب بل أيضاً من التماسّ الجسدي مع الأم، كلامها مخاطبةً الرضيع، نظرتها إليه، لمساتها أو هدهدتها له... وهذا كلّه يشبع حاجة الرضيع للتواصل (بولبي) وهكذا يمثل زمن الرضاعة الفترة الأهم في التبادل الانساني مشكلاً النموذج الأساسي الذي يستكشف الرضيع به العالم المحيط به، وليس بالصدفة أن يحمل الطفل بعمر 4-12 شهر كلّ شيء إلى فمه بقصد منه.........